أسفرت مواجهة برشلونة وإنتر ميلان، التي انتهت بنتيجة 3-3، عن لحظات حماسية وأهداف رائعة، حيث أثبت برشلونة قدرته على مجاراة أحد أقوى الفرق في أوروبا. فالتعادل بنتيجة 2-2 أمام إنتر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يُعد إنجازًا ليس بالسهل، وقد تحقق بفضل شخصية الفريق وجودته والتزامه الواضح بأسلوب اللعب الهجومي.
ورغم الإيجابيات، لم تخلُ المباراة من السلبيات. فقد ارتكب المدرب هانسي فليك خطأ تكتيكيًا في بداية اللقاء، وهو ما أثر بشكل كبير على مجريات الشوط الأول. وعلى الرغم من تحسُّن أداء الفريق لاحقًا، أقر المدرب الألماني داخليًا بأن قراراته الدفاعية لم تكن موفقة، وأكد عدم نيّته تكرارها في لقاء الإياب.
وقد اختار فليك الاعتماد على جيرارد مارتن في مركز الظهير الأيسر، كما فعل سابقًا في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام ريال مدريد. ورغم المستوى الجيد الذي قدمه حينها، إلا أن قراره أثار بعض الشكوك منذ البداية، ومع مرور الوقت، تأكدت المخاوف، حيث استغل إنتر المساحات في الجهة اليمنى من دفاع برشلونة وتمكن من التقدم بهدفين خلال أول نصف ساعة.
وبالرغم من اجتهاد مارتن على أرض الملعب، إلا أن افتقاره للخبرة، إضافة إلى صعوبة اللقاء، كان لهما تأثير واضح على أدائه، وهو ما استغله الفريق الإيطالي لوضع برشلونة تحت ضغط شديد، مستفيدًا من خط دفاع غير منسجم.
مع بداية الشوط الثاني، تدخل فليك بوضوح: أجرى عدة تغييرات في التشكيل والنظام التكتيكي، وراهن على لاعبين يمتلكون خبرة أكبر في مثل هذه المناسبات. انتقل رونالد أراوخو للعب في مركز قلب الدفاع إلى جانب باو كوبارسي، ليُشكّلا معًا خطًا دفاعيًا أكثر صلابة، فيما تولّى إنيغو مارتينيز مهمة الجهة اليسرى، تمامًا كما فعل في الوقت الإضافي أمام ريال مدريد، مما حدّ من خطورة إنتر على هذا الجانب.
ورغم أن الأداء القوي في الشوط الثاني ساعد في تصحيح الأخطاء جزئيًا، إلا أن القناعة أصبحت راسخة داخل النادي: لن يبدأ جيرارد مارتن لقاء الإياب على ملعب جوزيبي مياتزا. وقد أبلغ فليك طاقمه التدريبي بالفعل بأنه لن يُكرر المغامرة ذاتها التي خاضها في مونتجويك.
المدرب الألماني، الذي لم يتردد في نقد قراراته في الاجتماعات الداخلية، اعتبر أن اعتماده على لاعب شاب يفتقر للتجربة في مواجهة حاسمة كهذه كان من أبرز أخطائه. ورغم تعقيد الاختيارات بعد غياب أليخاندرو بالدي، إلا أن القرار الآن محسوم: برشلونة لا يمكنه بدء اللقاء القادم بمارتن إذا أراد المنافسة بجدية على بطاقة التأهل للنهائي.