خيبة أمل كبيرة اجتاحت غرفة ملابس برشلونة بعد الخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان، بينما أثارت هذه الهزيمة تساؤلات عميقة داخل مكاتب النادي بشأن مستقبل عدد من اللاعبين، أبرزهم رونالد أراوخو، وإن لم يكن الوحيد.
رغم الجهد الكبير الذي بذله الفريق أمام إنتر ميلان، الذي بدا أن الحظ يقف إلى جانبه، إلا أن النتيجة أثارت موجة من الانتقادات الداخلية، بدأت تأخذ طابعًا عمليًا عبر قرارات حاسمة.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘إل ناسيونال‘‘ الإسبانية، طالت الشكوك أيضًا فويتشيك تشيزني، الحارس البولندي المخضرم، الذي يبدو أن مشواره الأوروبي بقميص برشلونة قد شارف على نهايته.
انضم تشيزني إلى صفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية كحلٍ طارئ بعد إصابة طويلة لتير شتيغن. ووقتها، رأى المدير الرياضي ديكو أن حارس يوفنتوس السابق هو الخيار الأمثل، لما يملكه من خبرة وجاهزية فورية، وهو ما أثبتته الأشهر الأولى له مع الفريق، حيث قدم أداءً مميزًا في الدوري وساهم في الحفاظ على نظافة الشباك في أكثر من مناسبة، مانحًا الفريق قدرًا من الاستقرار وسط فترة من الغموض.
أداء تشيزني الجيد جعل مسؤولي برشلونة قريبين من اتخاذ قرار بتمديد عقده لموسم إضافي، سواء كحارس بديل لتير شتيغن أو منافسٍ له. لكن مباراة الإياب أمام إنتر قلبت المعطيات. فالحارس تلقى سبعة أهداف في مجموع المباراتين، ثلاثة منها في لقاء الذهاب على ملعب مونتجويك، وأربعة في سان سيرو، بينها هدفان في الوقت الإضافي.
ورغم أن الأهداف لم تكن كلها نتيجة أخطاء مباشرة منه، إلا أن ردة فعله في اللحظات الحاسمة، خاصة في نهاية المباراة، أثارت شكوك الجهاز الفني، الذي بدأ يتساءل حول مدى جاهزيته للمنافسة على أعلى المستويات.
هذه الشكوك امتدت إلى دوائر القرار داخل النادي، حيث يرى عدد من أعضاء الإدارة الرياضية أن تجديد عقد تشيزني قد لا يكون خيارًا منطقيًا في ظل وجود بدائل أكثر موثوقية في السوق.
يعمل ديكو بالفعل على دراسة عدة خيارات مطروحة. من بينها الحارس الشاب خوان غارسيا من إسبانيول، الذي يُنظر إليه كخيار واعد للمستقبل، إضافة إلى تقارير إيجابية عن حراس من دوريات مختلفة، ما يعزز فرضية رحيل تشيزني في الصيف.
ما لم تطرأ تطورات غير متوقعة، يبدو أن تشيزني سيودع برشلونة مع نهاية الموسم. تجربته، وإن كانت قصيرة، إلا أنها حملت في طيّاتها الكثير من التقدير، رغم النهاية التي لم تكن مأمولة.
ومع اقتراب صيف يبدو حافلًا بالتغييرات في كامب نو، تمثل الهزيمة أمام إنتر لحظة فاصلة فرضت قرارات جريئة، ويبدو أن مركز حراسة المرمى هو الآخر على أبواب إعادة هيكلة، قد يكون تشيزني من أبرز المتأثرين بها، إلى جانب أسماء أخرى مثل أراوخو.