بالرغم من الانتصار التاريخي الذي حققه برشلونة على غريمه التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو الأخير، لم تكن أجواء ما بعد المباراة وردية كما قد يظن البعض. فبينما كان الجميع يحتفلون بالعودة الملحمية من تأخر بهدفين إلى فوز ساحق، كان هناك في الكواليس من يشعر بالغضب والخذلان، ليكشف هذا الانتصار الكبير عن توترات داخلية تُنذر بما هو أبعد من نتيجة مباراة.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘إل ناسيونال‘‘ الإسبانية، في مشهد غير معتاد، لم يشارك اثنان من أبرز نجوم برشلونة في الاحتفالات، حيث بدت علامات الغضب على وجهيهما داخل غرفة الملابس، رغم الأجواء الصاخبة التي غمرت ملعب “لويس كومبانيز” بعد الفوز الرابع هذا الموسم على ريال مدريد. المفاجأة أن السبب كان خلافًا مع المدرب هانسي فليك، الذي لم تحظَ قراراته الفنية برضا هذا الثنائي، ما ألقى بظلاله على المشهد الاحتفالي وفتح الباب أمام تكهنات عديدة بشأن العلاقة بين المدرب وبعض اللاعبين.
ولم يتوقف التوتر عند هذا الحد، بل ظهر أيضًا في موقف آخر مشابه من الحارس البديل إيناكي بينيا، الذي بدا معزولًا تمامًا عن الفرحة الجماعية. فبينيا، الذي استعاد مكانته مؤقتًا بعد إصابة تير شتيغن، وجد نفسه مُهمّشًا من جديد مع قدوم تشيزني، الذي منحه فليك الثقة الكاملة، لتبدأ قطيعة واضحة بين اللاعب والمدرب، دفعت الأول للتفكير في الرحيل مع نهاية الموسم.
وبينما كان بعض اللاعبين يحتفلون في ملهى ليلي بحضور نجم الراب العالمي ترافيس سكوت، اختار بينيا الابتعاد تمامًا عن الأضواء، إدراكًا منه أن مستقبله في كتالونيا أصبح شبه منتهٍ.
أما القصة الأبرز، فكانت مع النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي عبّر عن استيائه علنًا من قرارات فليك، بعد استبعاده من الكلاسيكو رغم جاهزيته البدنية. ورغم أنه شارك قليلًا في نصف نهائي دوري الأبطال، فإن عدم الاعتماد عليه في مباراة بمثل هذه الأهمية كان بمثابة “إهانة رياضية” بالنسبة له، خاصة مع قيامه بالإحماء طوال الشوط الثاني.
مصادر من داخل غرفة الملابس أكدت أن ليفاندوفسكي لم يُخفِ خيبة أمله، وفضّل الانسحاب من الاحتفالات، في مؤشر واضح على تصاعد التوتر بينه وبين المدرب، والذي بات يفضّل نهجًا جماعيًا على حساب الأسماء الكبيرة، حتى لو كانت بحجم هداف الفريق.
ورغم محاولة إدارة النادي التقليل من هذه الخلافات، فإن علامات الاستفهام باتت تحيط بمستقبل أكثر من لاعب في برشلونة، وسط مؤشرات على أن صيفًا ساخنًا ينتظر النادي الكتالوني، ربما لا يقل إثارة عن الكلاسيكو نفسه.