في خطوة تحمل الكثير من الإثارة والجدية، بدأت إدارة ريال مدريد في إعادة فتح ملف أحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الأرجنتينية، بعد أن كانت قد جمّدت المفاوضات معه سابقًا بسبب تعقيدات مع وكلائه. هذه المرة، جاء التحرك مدعومًا بتوصيات قوية من مسؤولين داخل النادي، وإشادات لافتة من مراقبين أكدوا أن الموهبة الشابة تملك ما يؤهلها لصناعة الفارق في مستقبل الميرينغي.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘ديفينسا سنترال‘‘ الإسبانية، نجح كل من سانتياغو سولاري وخوسيه أنخيل سانشيز وكالافات في إقناع رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، بالموافقة على التعاقد مع الموهبة الأرجنتينية الشابة فرانكو ماستانتونو، وذلك بعد أن تراجع النادي سابقًا عن المفاوضات معه بسبب خلافات مع وكلائه قبل عام.
ما رجّح كفة القرار هذه المرة، هو الإشادة الهائلة التي تلقاها فلورنتينو من معارف وأطراف مقربة من اللاعب، والذين وصفوه بأنه “أفضل من لامين يامال ونيكو ويليامز وعثمان ديمبيلي… إنه ميسي الجديد، عبقري بحق”. هذا الثناء دفع إدارة النادي لعقد اجتماع بالفيديو مع ماستانتونو قبل أيام قليلة، في خطوة تؤكد جدية الاهتمام.
رغم وجود بند جزائي في عقد اللاعب مع ريفر بليت يُقدر بـ45 مليون يورو، إلا أن ريال مدريد لا ينوي دفع هذا المبلغ كاملًا. بدلاً من ذلك، يدرس النادي عرضًا يتراوح بين 20 و25 مليون يورو، مع إبقاء اللاعب في صفوف ريفر على سبيل الإعارة لمدة عامين إضافيين، قبل انضمامه إلى مدريد بشكل نهائي. كل ذلك مرهون بموافقة ريفر بليت، وكذلك قرار اللاعب الشاب، الذي يُعرف عنه تشجيعه لريال مدريد وحلمه باللعب في صفوفه.
داخل أروقة النادي، يرى المسؤولون أن ماستانتونو يملك كل المقومات ليُصبح من بين أفضل اللاعبين في العالم. فبالرغم من عمره الذي لا يتجاوز 17 عامًا، فإنه يتحمل حاليًا مسؤولية ثقيلة بقيادته لخط وسط ريفر بليت، تحت ضغط جماهيري لا يستهان به، ويؤدي وكأنه لاعب خبير على أعلى المستويات.
ومع ذلك، يُدرك ريال مدريد أنه لا يوجد ضمان بنجاح أي موهبة شابة، لذلك يُفضل النادي التروي وعدم الدخول في صفقات “مُكلفة بجنون”. فعلى الرغم من حماس الجماهير والصحافة، هناك لاعبون كثيرون يمتلكون إمكانات مشابهة، ويحتاج النادي لتقييم أيهم يملك الاستمرارية والقدرة على التطور.
من جهة أخرى، يُراعي ريال مدريد دائمًا التأثير التسويقي لأي صفقة. اللاعبون القادمون من أمريكا الجنوبية لا يُمثلون فقط مواهب رياضية، بل بوابة لتوسيع القاعدة الجماهيرية للنادي عالميًا، وهو عامل حاسم في صناعة القرار.
حتى اللحظة، لم يُحسم مستقبل فرانكو ماستانتونو، لكن ريال مدريد يراقب الموقف عن كثب، ولن يُغلق الباب أمام هذه الصفقة. ومع اقتراب سوق الانتقالات الصيفي، قد تظهر مستجدات تُعيد ترتيب الأوراق، كما حدث سابقًا مع كامافينجا، الذي انضم في توقيت لم يتوقعه أحد، وأصبح أحد أهم عناصر الفريق.