رغم الإنجاز الكبير الذي حققه برشلونة هذا الموسم، بتتويجه بالثلاثية المحلية (الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر)، إلا أن التحديات لم تنتهِ عند صافرة النهاية. فعلى الرغم من النشوة الجماهيرية والرضا الفني، تُدرك الإدارة أن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها. وبعد موسم حافل بالنجاحات، يدخل النادي الكتالوني مرحلة دقيقة من التخطيط الداخلي، تتصدرها مسألة تجديد عقود أبرز نجوم الفريق، الذين باتت عقودهم تقترب من نهايتها.
هذه التحديات لا تتعلق فقط بالإبقاء على العناصر الأساسية، بل تتداخل مع الأزمة المالية التي ما زالت تلقي بظلالها على قرارات النادي، مما يصعّب مهمة التفاوض ويضع الإدارة أمام اختبار حقيقي: كيف توازن بين الحفاظ على استقرار الفريق وبين الإمكانات المحدودة؟ وبين تطلعات النجوم ومقتضيات المشروع الرياضي؟ في هذا السياق، يبدو أن موسم ما بعد التتويج سيكون اختبارًا إداريًا لا يقل صعوبة عن المنافسات داخل الملعب.
يُعد لامين يامال أحد أبرز المواهب الصاعدة في عالم كرة القدم، رغم أنه لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره بعد. النجم الإسباني الشاب يواصل لفت الأنظار بأدائه المميز مع برشلونة، مؤكّدًا في كل مباراة أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل مشروع نجم عالمي بقيمة سوقية متصاعدة وشعبية متنامية.
ويمتد عقد يامال الحالي مع النادي الكتالوني حتى عام 2026، إلا أن استمراره داخل أسوار “كامب نو” لا يبدو مضمونًا، في ظل الأزمة المالية المستمرة التي تُقيّد قدرة برشلونة على تلبية متطلبات اللاعب، سواء من حيث الراتب أو المشروع الرياضي المستقبلي.
وبحسب ما كشفته صحيفة ديفينسا سنترال الإسبانية، فإن يامال يُطالب بعقد يعكس قيمته الفنية المتصاعدة، وهو ما يصعب على الرئيس خوان لابورتا توفيره في الوقت الراهن. وفي ظل هذا الجمود، تشير التقارير إلى أن وكيل أعماله، خورخي مينديز، يُبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع نادي باريس سان جيرمان، الذي يُبدي اهتمامًا متزايدًا بخدمات اللاعب الشاب، ويطمح لضمه ليكون جناحًا أساسيًا في تشكيلة الفريق الباريسي.
داخل برشلونة، يتزايد القلق من احتمالية فقدان أحد أبرز عناصر المستقبل. فرغم أن عقد يامال لا يزال ساريًا لعام إضافي، إلا أن الحديث حول مستقبله بات يدور بجدية، حتى داخل دوائر الإدارة العليا. خسارة موهبة بهذا المستوى وفي هذا العمر ستكون بلا شك ضربة موجعة للمشروع الرياضي الذي يسعى النادي لبنائه.
من جانبها، أفادت صحيفة ليكيب الفرنسية بأن لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان، يُبدي اهتمامًا بالغًا بالتعاقد مع يامال، لدرجة أنه طلب من ناصر الخليفي التواصل مع عائلته وتقديم عرض مالي مغرٍ، يتجاوز بثلاثة أضعاف ما يمكن لبرشلونة عرضه في الظروف الراهنة. ويثق إنريكي في قدرة النادي الباريسي على إقناع محيط اللاعب بالانتقال إلى العاصمة الفرنسية، خاصة في ظل المشروع الرياضي الطموح الذي يقترب من التتويج بالثلاثية التاريخية، بانتظار نتيجة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان.