بعد موسم ناجح تُوّج فيه نادي برشلونة بثلاثية محلية رائعة — الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر الإسباني — بات من الواضح أن إدارة النادي الكتالوني عازمة على استثمار هذا الزخم وتعزيز صفوف الفريق من أجل العودة للمنافسة بقوة على الساحة الأوروبية.
وبينما تتركز الأنظار على صفقات هجومية جديدة، بدأت تتضح ملامح مفاوضات نارية قد تشكل واحدة من أبرز صفقات الميركاتو الصيفي.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘إل ناسيونال‘‘ الإسبانية، دخل اسم لويس دياز، الجناح الكولومبي المتألق في صفوف ليفربول، إلى قائمة أولويات برشلونة، إذ يرى فيه الجهاز الفني بقيادة المدرب الجديد أحد الحلول المثالية لتعزيز الجبهة الهجومية، بفضل سرعته ومهاراته الفردية وقدرته على صناعة الفارق في المباريات الكبرى.
لكنّ عقبة كبيرة تقف في طريق إتمام الصفقة، وهي القيمة المالية المرتفعة لعقد دياز، والتي تصل إلى 65 مليون يورو، وهو مبلغ يصعب على برشلونة دفعه في ظل الأزمة المالية التي لا تزال تُلقي بظلالها على النادي.
ورغم تلك التحديات، فتحت إدارة ليفربول باب المفاوضات من خلال عرض مثير للجدل: التنازل عن لويس دياز مقابل الحصول على خدمات نجم خط وسط برشلونة، فرينكي دي يونج، الذي ينتهي عقده في صيف 2026، ولكن دون وجود مؤشرات واضحة حتى الآن على رغبته في التجديد.
بحسب مصادر مقربة من الناديين، فإن مدرب ليفربول الجديد يضع دي يونج كأولوية في مشروعه المقبل، نظرًا لما يملكه اللاعب الهولندي من إمكانات فنية عالية وخبرة كبيرة في التحولات والبناء من الخلف، وهو ما يفتقده الفريق الإنجليزي منذ رحيل لاعبين بحجم فينالدوم وفابينيو.
في المقابل، يرى خوان لابورتا، رئيس برشلونة، أن هذه الصفقة قد تكون فرصة لا تُعوّض للاستفادة من دي يونج ماليًا قبل أن يرحل مجانًا في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق لتجديد عقده خلال الموسم المقبل. وتشير التقارير إلى أن إدارة النادي تميل للموافقة، خاصة مع رغبتها في إحداث توازن بين تدعيم الصفوف وتحسين الوضع المالي.
إلا أن الجماهير الكتالونية لا تنظر إلى الأمر بالعين نفسها، إذ أعربت شريحة واسعة من مشجعي برشلونة عن غضبها من احتمال التفريط في أحد أفضل لاعبي خط الوسط، مقابل جناح لم يثبت بعد استقراره على المستوى الأعلى، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات صفقات لم تحقق النجاح المنشود.
المفاوضات لا تزال مستمرة، وقد تتطور سريعًا في الأيام المقبلة، وسط ترقب كبير من عشاق الناديين، وخصوصًا في كامب نو، حيث يدور الجدل بين من يرى الصفقة ذكية، ومن يعتبرها خطوة غير محسوبة.