بدأت ملامح مشروع المدرب الألماني هانسي فليك تتضح في نادي برشلونة مع اقتراب انطلاق موسمه الثاني، حيث شرع في اتخاذ أولى قراراته الحاسمة. وقد وضع فليك خطة واضحة للموسم المقبل، تتضمن في أولوياتها تقليص عدد اللاعبين غير الأساسيين. ويعتزم النادي، خلال الأيام القليلة المقبلة، إتمام أربع صفقات خروج تتيح مساحة مالية وفنية لضم تعاقدات جديدة.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘إل ناسيونال‘‘ الإسبانية، الأسماء المدرجة في قائمة المغادرين تشمل: أنسو فاتي، إيناكي بينيا، أليكس فالي، وكليمنت لينغليت. هؤلاء اللاعبون لم يعودوا ضمن خطط المدرب، وقد اتخذت إدارة برشلونة قرارًا واضحًا بعرضهم للبيع، على أن تُحسم أوضاعهم قبل فتح نافذة الانتقالات الصيفية رسميًا.
يُعد ملف أنسو فاتي الأقرب للانتهاء ضمن الصفقات الأربع، إذ لم ينجح اللاعب الشاب في استعادة مستواه المعهود أو إقناع فليك خلال التدريبات. وقد أبلغه النادي بوضوح أنه خارج الحسابات، وأن مغادرته باتت وشيكة.
ويُعد نادي موناكو الفرنسي أبرز المهتمين بالتعاقد معه، حيث وصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة. وتشير التوقعات إلى أن الصفقة ستتم على شكل إعارة مع خيار شراء إلزامي مقابل نحو 20 مليون يورو. يبحث فاتي عن الاستقرار ودقائق لعب منتظمة لإحياء مسيرته، وقد يجد ضالته في نادي الإمارة.
الاسم الثاني على قائمة الرحيل هو إيناكي بينيا. الحارس، الذي شغل دور البديل لتير شتيغن، أصبح بقاؤه غير مبرر في ظل اقتراب النادي من التوقيع مع خوان غارسيا، الذي يُنتظر أن يكون الحارس الأساسي الموسم المقبل.
بينيا تلقى عروضًا من عدة أندية، ويُفكر بجدية في مغادرة كامب نو. ومن بين المهتمين، يظهر سيلتا فيغو الذي يبحث عن منافس لغوايتا، وغلطة سراي الذي قدم له عرضًا أكثر جاذبية من الناحية المالية والرياضية. برشلونة مستعد للاستغناء عن خدماته مقابل نحو 5 ملايين يورو، وقد تُغلق الصفقة قبل بداية يوليو.
أما فيما يتعلق بـ أليكس فالي، فقد حُسم مستقبله بشكل كبير. اللاعب المعار إلى نادي كومو الإيطالي أقنع الإدارة الفنية هناك، التي أبدت نيتها بتفعيل خيار الشراء مقابل 6 ملايين يورو. فالي لعب دورًا رئيسيًا هذا الموسم وساهم في بقاء الفريق بالدوري الإيطالي.
رغم موهبته، يرى برشلونة أن مركزه في الفريق الأول غير مضمون، في ظل وجود أليخاندرو بالدي وثقة النادي في عناصر شابة أخرى. ومن المتوقع إتمام الصفقة خلال الأيام المقبلة.
قضية كليمنت لينغليت تقترب بدورها من الحل. المدافع الفرنسي، المعار إلى أتلتيكو مدريد، قدّم موسمًا جيدًا تحت قيادة دييغو سيميوني، والنادي يرغب في استمراره. إلا أن إدارة أتلتيكو لا تنوي دفع أي مقابل مالي لضمه، ما يعني أن الحل الأقرب يتمثل في فسخ عقده مع برشلونة.
لينغليت أبدى رغبته في البقاء مع الروخيبلانكوس، بينما يسعى برشلونة للتخلص من راتبه المرتفع، الذي يُقدر بـ نحو 16 مليون يورو سنويًا. ويتوقع إتمام الصفقة قبل 15 يونيو، ما يُتيح للاعب التواجد مع أتلتيكو في كأس العالم للأندية.
يرغب هانسي فليك في بناء فريق أقل عددًا وأكثر تنافسية، يتماشى مع فلسفته الفنية. رحيل هؤلاء اللاعبين لا يفتح فقط الباب أمام تعزيزات جديدة، بل يُخفف العبء المالي ويسمح للنادي بالتحرك بحرية أكبر في سوق الانتقالات، خاصة في مراكز مثل الجناح، لاعب الارتكاز، والمهاجم الصريح.