يبدو أن برشلونة على أعتاب أزمة جديدة خلف الكواليس، وهذه المرة في أحد أكثر المراكز حساسية داخل الفريق. فبين حسابات الإدارة، ورؤية الجهاز الفني بقيادة هانسي فليك، وطموحات اللاعبين، بدأت تتشكل ملامح صدام قد يترك أثرًا كبيرًا على استقرار الفريق الموسم المقبل.
السبب؟ قرار فني وإداري مشترك بدفع نحو تجديد شامل في مركز حراسة المرمى، ما وضع الحارس الأول السابق للنادي في موقف معقّد، خاصة بعد عودته من إصابة طويلة، وقبل أقل من عامين على كأس العالم المقبلة. ومع دخول عناصر جديدة ومنافسة مباشرة على المركز، أصبحت الخيارات محدودة، والمواجهة حتمية.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘إل ناسيونال‘‘ الإسبانية، تلوح في الأفق أزمة حقيقية داخل أروقة برشلونة، قد تتطور إلى ما يشبه “حربًا داخلية” بين النادي وحارسه الألماني مارك أندريه تير شتيغن، الذي يشعر أنه لم يُعامل كما يستحق من قبل الإدارة، رغم مكانته كقائد للفريق وحارسه الأول.
مع اقتراب كأس العالم 2026 ورغبته في العودة إلى مستواه المعهود بعد غياب طويل بسبب الإصابة، يتزايد استياء تير شتيغن من قرارات النادي الأخيرة التي يرى فيها تقليلاً من شأنه ودوره.
أحد أبرز أسباب التوتر كان انضمام الحارس الشاب خوان غارسيا، القادم من إسبانيول، والذي وضع شرطًا أساسيًا للانتقال إلى برشلونة: أن يكون الحارس الأساسي. بالنسبة للنادي، كانت الصفقة فرصة لا تُفوّت، إذ أن غارسيا يتمتع بمؤهلات جيدة، شاب، ومن أبناء الإقليم، والأهم من ذلك: منخفض التكلفة.
هذه الخطوة فُسّرت على أنها إعلان ضمني من برشلونة بأن تير شتيغن لن يكون الحارس الأساسي في الموسم المقبل، وهو ما أثار غضب الحارس الألماني.
لم يكن دور المدرب هانسي فليك في هذا التوتر ثانويًا، إذ تشير تقارير صحيفة سبورت إلى أنه لا يوجد تفاهم خاص بينه وبين تير شتيغن. خلال فترة غياب الحارس الألماني، حصل فويتشيك تشيزني على فرصة تمهيدية في الفريق، وأثبت جدارته، ما دفع الإدارة إلى التفكير في تجديد عقده.
ورغم أن تشيزني كان مستعدًا لتقبّل دور ثانوي خلف تير شتيغن، فإن التطورات الأخيرة، لا سيما قدوم خوان غارسيا، قلبت الموازين. وبحسب مصادر قريبة من النادي، لا يرى برشلونة أن وجود تير شتيغن وغارسيا معًا في الفريق أمرًا واقعيًا، نظرًا لرغبة كل منهما في اللعب أساسيًا.
مع استبعاد خيار الانتقال إلى السعودية، يتجه تير شتيغن للبحث عن نادٍ جديد يضمن له دقائق لعب منتظمة، خصوصًا مع طموحه في الحفاظ على مركزه الأساسي في المنتخب الألماني قبل المونديال المقبل. ورغم رغبة برشلونة في إنهاء العلاقة بطريقة سلسة، فإن الحارس الألماني لن يتنازل عن مستحقاته المالية، ويصر على الحصول على قيمة السنوات الثلاث المتبقية في عقده في حال قرر النادي الاستغناء عنه.
يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل قرارات صعبة من إدارة جوان لابورتا، في ظل تزايد الضغوط من أجل تجديد دماء الفريق، وموازنة حساباته المالية، مقابل الحفاظ على استقرار غرفة الملابس وتاريخ بعض أركانها البارزين.