بعد موسم استثنائي تُوّج فيه برشلونة بالثلاثية المحلية، تتجه أنظار إدارة النادي الكتالوني نحو سوق الانتقالات الصيفي بكل حزم وجدية.
رغبة الفريق لم تعد تقتصر على الهيمنة المحلية، بل تتجاوز ذلك نحو استعادة المجد الأوروبي وتحقيق الحلم الكبير: رفع كأس دوري أبطال أوروبا من جديد.
ويحب علي الفريق الكتالوني إجراء عمليات بيع لبعض نجومه من أجل إحداث التوازن المطلوب وتجنب خرق قواعد اللعب المالي النظيف.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة ‘‘إل ناسيونال‘‘ الإسبانية، يشهد سوق حراس المرمى نشاطًا لافتًا، وتبرز مستجدات غير متوقعة على طاولة لويس إنريكي داخل أروقة باريس سان جيرمان. ففي حال رحيل جيانلويجي دوناروما، يبرز اسم مارك أندريه تير شتيغن كخيار محتمل لتعويضه. الحارس الألماني، الذي لا يحظى حاليًا بمكانة واضحة في مشروع برشلونة، يطابق تمامًا المواصفات التي يبحث عنها المدرب الإسباني، الذي سبق أن عمل معه في برشلونة.
لا يزال مستقبل دوناروما في باريس سان جيرمان غامضًا، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تجديد عقده. في الوقت نفسه، بدأت الشائعات تتصاعد حول اهتمام عدد من الأندية الكبرى بضمه، أبرزها إنتر ميلان، مانشستر سيتي، وبايرن ميونيخ، وسط تقديرات بأن الصفقة قد تصل إلى 40 مليون يورو.
في حال تأكد رحيل دوناروما، فإن لويس إنريكي يعرف تمامًا من يمكنه الاعتماد عليه. تير شتيغن لا يزال يُعد من بين أبرز الحراس في أوروبا، وسجله في برشلونة، إضافة إلى العلاقة المميزة التي جمعته بإنريكي خلال فترة عملهما سويًا في “كامب نو”، تجعله خيارًا مثاليًا للعودة إلى الواجهة من جديد.
الوضع الحالي في برشلونة يجعل استمرار تير شتيغن غير مرجح. إدارة النادي، بقيادة خوان لابورتا وديكو، حسمت قرارها باعتماد خوان غارسيا كحارس أساسي وتشيزني كبديل له. من جانبه، لا يبدو تير شتيغن مستعدًا للعب دور الحارس الثاني بعد مسيرة طويلة من المنافسة على القمة. لذا، فإن الانتقال إلى باريس سان جيرمان عبر اتفاق مُرضٍ للطرفين قد يمثل الحل الأمثل: برشلونة يتخلص من عبء راتبه المرتفع، وتير شتيغن ينضم إلى مشروع طموح يتناسب مع مكانته.
بالنسبة لباريس سان جيرمان، فإن الحصول على خدمات تير شتيغن عبر صفقة انتقال حر تقريبًا يُعد فرصة ممتازة. تكلفة منخفضة، توقيع سريع، واستقرار في مركز حساس، كل ذلك في إطار تنافسي قوي.
في المقابل، يبدو أن أبواب “كامب نو” توشك أن تُغلق أمام تير شتيغن نهائيًا. ورغم أن عقده يمتد حتى 2028، فإن مسيرته مع برشلونة تقترب من النهاية. وكل المؤشرات تدفع باتجاه انتقال مفاجئ نحو باريس، ما قد يشكّل صفقة استراتيجية ناجحة للويس إنريكي، تعزز من قوة الفريق في واحد من أهم مراكزه.