في لعبة الشطرنج المتقلبة باستمرار التي تُعرف بكرة القدم الحديثة، تمر بعض التحركات دون أن يلاحظها أحد — على الأقل في البداية. وقد قامت برشلونة الآن بإحدى هذه التحركات الهادئة، حيث حرّكت الخيوط من وراء الكواليس لتأمين قطعة قد تكون حاسمة في المواسم المقبلة. اسم جديد ينضم إلى صفوف كامب نو، لكن هذه ليست صفقة عادية. ربما تكون بداية لشيء أكبر بكثير.
النادي الكتالوني أتمّ صفقة التعاقد مع الحارس الإسباني خوان غارسيا، البالغ من العمر 23 عامًا، قادمًا من الجار اللدود إسبانيول. ورغم أنه ليس اسمًا معروفًا خارج حدود إسبانيا، إلا أن غارسيا كان منذ فترة طويلة على رادار فريق الكشافة في برشلونة. أداؤه اللافت في دوري الدرجة الثانية خلال حملة صعود إسبانيول لم يمر مرور الكرام. يتميز بهدوئه تحت الضغط، وردّات فعله الخاطفة، ونضجه الذي يفوق سنّه، وقد بنى سمعة كأحد أكثر الحراس الواعدين في الدوري بهدوء وثبات.
ورغم أن الصفقة قد تبدو اعتيادية على السطح، إلا أن تفاصيلها تُشير إلى تخطيط استراتيجي بعيد المدى. فقد بلغت قيمة الصفقة حوالي 10 ملايين يورو، إلى جانب إضافات مرتبطة بالأداء، ووقّع غارسيا عقدًا يمتد لخمس سنوات، يربطه بالنادي حتى يونيو 2030. ورغم أنه من المتوقع أن يكون بديلًا للحارس مارك أندريه تير شتيغن، تشير مصادر مطلعة إلى أن دوره قد يتجاوز ذلك بكثير.
ما يجعل هذه الصفقة أكثر إثارة هو ندرتها: انتقال مباشر من إسبانيول إلى برشلونة — خطوة لا يجرؤ على اتخاذها الكثيرون نظرًا للعداوة المحلية الشديدة بين الناديين. لكن غارسيا، ابن أكاديمية إسبانيول، قد تخطى هذا الخط، حاملاً معه وعدًا كبيرًا… وضغوطًا أكبر.
في ظل القيادة الجديدة، وتحت إشراف المدرب هانسي فليك الذي يتولى دفة التخطيط التكتيكي، يُعاد تشكيل فريق برشلونة بعناية ليعكس فلسفة تقوم على الدقة الفنية والمرونة في الأداء. وغارسيا، الذي يتمتع بمهارات عالية في اللعب بالقدم وثقة في بدء الهجمات من الخلف، ينسجم تمامًا مع هذه الرؤية. وبينما تبدأ رحلته في كامب نو من الظل، قد لا يطول الوقت قبل أن يتسلّط عليه الضوء.