في الوقت الذي كانت فيه التوقعات تشير إلى موسم استثنائي لريال مدريد بعد التعاقد التاريخي مع كيليان مبابي، يبدو أن الأمور لا تسير على النحو المتوقع لجميع اللاعبين داخل غرفة الملابس. فبينما يتهيأ المدرب تشابي ألونسو لرسم ملامح التشكيلة الأساسية، بدأت أزمة صامتة تظهر في خط الهجوم، تحديدًا مع أحد المواهب الشابة التي كانت تأمل في كتابة فصل جديد من التألق داخل “السانتياغو برنابيو”.
ومع تصاعد التنافس داخل الفريق، أصبح من الواضح أن بعض الأسماء لن تجد لها موطئ قدم في التشكيلة، على الأقل في المرحلة الحالية، وهو ما دفع الجهاز الفني لاتخاذ خطوات حاسمة قد تُعيد رسم خريطة المستقبل لعدة لاعبين، من بينهم اسم لفت الأنظار منذ وصوله من البرازيل.
لمزيد من أخبار اخبار ريال مدريد اضغط هنا
الحديث هنا عن إندريك، المهاجم البرازيلي الشاب الذي كان يُنظر إليه كأحد نجوم المستقبل في ريال مدريد، لكنه بات الآن في موقف معقّد بعد أن أبلغه تشابي ألونسو بشكل مباشر بأن فرص مشاركته ستكون محدودة للغاية، في ظل الاعتماد الكلي على كيليان مبابي كمهاجم أساسي لا جدال عليه.
وبحسب تقارير إسبانية، فإن ريال مدريد عرض على ألونسو خيار المفاضلة بين الإبقاء على إندريك أو غونزالو غارسيا كمهاجم بديل، حيث لا يرغب النادي إلا بوجود بديل واحد خلف مبابي، تفاديًا لاختناق هجومي وتكدّس بلا جدوى.
ورغم هذا التحذير، أبدى إندريك رفضًا قاطعًا لفكرة الرحيل أو الإعارة، مؤكدًا رغبته في البقاء والقتال من أجل فرصة اللعب، حتى لو كانت ضئيلة في البداية.
حتى في حال استبعاد غونزالو، فإن ألونسو – وفقًا لمصادر قريبة من الفريق – لا يرى إندريك خيارًا جاهزًا بعد، ويفضّل الاعتماد على لاعبين أكثر جاهزية وتكاملًا تكتيكيًا. ومع ذلك، يواصل اللاعب البرازيلي تدريباته بثقة، مؤمنًا بأن قدراته ستمنحه الفرصة عاجلًا أو آجلًا.
لكن في ظل الكثافة العددية في مركز الهجوم، ومع وجود اسم مثل مبابي الذي سيحظى بالأفضلية في كل المباريات تقريبًا، فإن حظوظ المهاجمين الآخرين في المشاركة تبقى محدودة جدًا، ما يجعل من ملف إندريك قضية مؤجلة بانتظار قرار حاسم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
الإدارة الرياضية تتابع الوضع عن كثب، ويبدو أن خيار الإعارة يظل مطروحًا بقوة لتجنيب اللاعب موسمًا خاليًا من دقائق اللعب. ومع إصرار إندريك على البقاء، فإن الأمور قد تصل إلى مفاوضات مباشرة لإقناعه بالخروج المؤقت لصقل موهبته بعيدًا عن ضغط البرنابيو.
وفي النهاية، قد تكون رغبة اللاعب هي العامل الحاسم، لكن القرار الأخير سيعتمد على تقييم ألونسو لمتطلبات الموسم، ومدى حاجته إلى بديل فعّال على دكة البدلاء.
بين الطموح الشخصي للاعب الشاب ورؤية المدرب الفنية، تتقاطع عدة خطوط تجعل من ملف إندريك أحد أكثر الملفات حساسية في ميركاتو ريال مدريد الحالي. والأيام القادمة قد تحمل القرار الذي يُحدد ملامح مستقبله، إما في مدريد.. أو في وجهة مؤقتة خارج أسوار “البرنابيو”.