بداية الموسم في برشلونة جاءت مبشرة تحت قيادة هانسي فليك، لكن رغم الأداء الجيد والنتائج، ظهرت ملامح تحدٍ داخلي غير متوقع قد يُغيّر ملامح التشكيلة الأساسية للفريق في وقت مبكر جدًا من الموسم.
داخل غرف التحليل في “المدينة الرياضية”، لم تكن المفاجأة في مستوى أحد القادمين الجدد أو غياب اسم كبير عن التهديف… بل في تركيبة هجومية غير مألوفة بدأت تفرض نفسها بقوة.
مواضيع ذات صلة
الحديث هنا عن بيدري، لاعب خط الوسط الشاب، الذي لم يكتفِ هذا الموسم بتقديم أدواره التقليدية، بل أصبح عاملًا حاسمًا في بناء شكل هجومي مختلف تمامًا عندما يجاور فيران توريس في الملعب.
الثنائي أظهر انسجامًا استثنائيًا، تُرجم إلى أداء هجومي سلس وفرص تهديفية مستمرة، وجعل من برشلونة أكثر مباشرة وخطورة أمام المرمى.
فيران توريس، الذي استهل الموسم بهدفين في أول جولتين من الليغا، بدا كأنه استعاد ثقته كاملة بفضل الدعم المباشر من بيدري، الذي وفر له المساحة والتمريرات والربط مع خط الوسط بكفاءة عالية.
هذا التناغم المفاجئ وضع المدرب هانسي فليك أمام معضلة تكتيكية معقّدة.
رغم أن روبرت ليفاندوفسكي استعاد عافيته وجاهزيته البدنية بعد الإصابة، فإن استمرار تألق بيدري إلى جانب فيران يفرض تساؤلًا منطقيًا داخل الطاقم الفني:
هل يبقى ليفاندوفسكي المهاجم الأول في كل الظروف؟
ليس لأن ليفاندوفسكي فقد قيمته، بل لأن المنظومة بدأت تعمل بكفاءة أكبر حين غاب، وهو ما يُمثّل ضغطًا كبيرًا على الجهاز الفني في اختياراته القادمة.
داخل برشلونة، بات من الواضح أن بيدري أصبح أحد العناصر التي تُجبر فليك على إعادة التفكير في التشكيلة المعتادة.
الأداء المتوازن الذي يقدمه لا يمنح الفريق حلولًا فقط، بل يضع لاعبين آخرين في مواقف معقدة، خصوصًا أولئك الذين اعتادوا على أن مكانهم محجوز دون منافسة.
برشلونة أمام فترة مزدحمة بالبطولات المحلية والقارية، وفليك يعلم أن النجاح لن يأتي بالأسماء فقط، بل بتركيبة منسجمة داخل الملعب.
وبينما يُدرك ليفاندوفسكي أن وضعه بات محل نقاش، فإن الكرة الآن في ملعبه لإثبات أحقيته بالبقاء كمهاجم أول، وسط كيمياء هجومية متجددة يقودها بيدري وفيران.
