رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز يواجه شائعات متكررة حول تدخله في قرارات المدربين، لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا التصور. في الأسابيع الأخيرة، تجلى بوضوح أن بيريز يمنح المدربين حرية كاملة في إدارة الفريق، وهذا ما يحدث مع تشابي ألونسو، الذي اتخذ قرارًا غير متوقع بإبعاد نجم الفريق البرازيلي فينيسيوس جونيور عن التشكيلة الأساسية في مناسبتين متتاليتين.
رغم العلاقة المميزة بين بيريز وفينيسيوس، والتي استمرت منذ انضمام اللاعب للنادي في سن صغيرة وتحوله إلى أحد أبرز نجوم العالم، إلا أن هذه المودة لا تعني تدخل الرئيس في قرارات تشابي. التوتر في ملف تجديد عقد فينيسيوس أضاف بُعدًا جديدًا للعلاقة، لكن بيريز يظل ملتزمًا بسياسة منح المدرب كامل الصلاحيات، حتى وإن كانت قراراته تصب في مصلحة أو ضد أحد أبرز لاعبي الفريق.
المثير في الأمر أن بيريز لا يتدخل إطلاقًا لصالح فينيسيوس، ما يؤكد ثقته الكبيرة بتشابي ألونسو وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة في ظل الأوقات العصيبة التي يمر بها النجم البرازيلي. إبعاد فينيسيوس عن التشكيلة جاء بناءً على تقييم فني بحت، والقرار النهائي مرهون بأداء اللاعب نفسه في الميدان.
تشابي ألونسو يسعى إلى إعادة فينيسيوس إلى أفضل حالاته، إذ يرى أن اللاعب بحاجة لاستعادة توازنه وتركيزه ليعود كما كان من قبل، لاعبًا مؤثرًا لا يمكن الاستغناء عنه في صفوف ريال مدريد. هذا الوضع يفرض على فينيسيوس أن يثبت نفسه على أرض الملعب، حيث يصبح القرار الأخير بتشكيل الفريق من صلاحيات المدرب فقط.
في النهاية، يُظهر هذا المشهد نموذجًا واضحًا لإدارة النادي، حيث رئيس ريال مدريد يهيمن على الاستراتيجية العامة لكنه يترك المجال كاملاً للمدرب لتقرير مصير اللاعبين داخل الملعب. وهذا ما يجعل من شائعات تدخل بيريز في التشكيلة مجرد أسطورة لا أساس لها، تعكس أجواء المنافسة والجدل المحيط بفريق العاصمة الإسبانية.