في كواليس كرة القدم الأوروبية، لا تتحقق الصفقات الكبرى فقط في الميركاتو، بل أحيانًا تولد من أزمات غير متوقعة. وأمام أزمة قانونية متصاعدة داخل أحد أكبر أندية الدوري الإنجليزي، بدأ التحرك الهادئ من داخل مكاتب “سانتياغو برنابيو” استعدادًا لما قد يكون فرصة نادرة من الصعب تكرارها.
ريال مدريد يتابع باهتمام بالغ المستجدات القانونية التي تهز استقرار نادي تشيلسي، بعد أن وجه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (FA) 74 اتهامًا رسمياً للنادي اللندني، تتعلق بمخالفات جسيمة في ملفات انتقالات اللاعبين ومدفوعات لوكلاء، خلال الفترة بين 2009 و2022. هذه القضية، التي قد تُسفر عن عقوبات مالية أو رياضية حادة، باتت محط أنظار الإدارة المدريدية لأسباب تتعلق بتعزيز مشروعها الرياضي بعيد المدى.
مواضيع ذات صلة
ففي حال اضطر تشيلسي لتقليص نفقاته أو التخلي عن بعض نجومه الكبار، فإن لاعبًا بعينه سيتحول فورًا إلى هدف استراتيجي للريال، بعد أن فشلت محاولات ضمه سابقًا.
إنزو فيرنانديز يعود إلى واجهة اهتمامات ريال مدريد
النجم الأرجنتيني وبطل العالم، إنزو فيرنانديز، يُعتبر من الأسماء التي تحظى بثقة إدارة ريال مدريد منذ انتقاله إلى أوروبا. وقد كان أحد الخيارات المطروحة في الميركاتو الصيفي الماضي، إلا أن الإدارة ارتأت تأجيل هذا التحرك إلى صيف 2026 على الأقل، نظرًا لوجود مواهب صاعدة مثل كامافينغا وتشواميني وأردا غولر في مركزه.
لكن التطورات الأخيرة في إنجلترا قد تُعيد رسم المشهد بالكامل، خاصة وأن فيرنانديز يرتبط بعقد طويل الأمد مع تشيلسي حتى 2032، ما يجعل خروجه شبه مستحيل في الظروف الطبيعية. ومع ذلك، ترى إدارة ريال مدريد أن فرض عقوبات مالية قاسية على النادي اللندني قد تفتح نافذة “استثنائية” للتفاوض، إذا قرر تشيلسي تقليص رواتبه أو إعادة هيكلة تشكيلته الأساسية.
هل تتهيأ الفرصة التاريخية للريال؟
وفقًا لما ورد في بيان الاتحاد الإنجليزي، فإن تشيلسي مُلزم بالرد على التهم قبل 19 سبتمبر 2025، ما يعني أن التحقيقات ستكون مستمرة خلال الفترة المقبلة، وربما تتزامن نتائجها مع فترة الانتقالات الشتوية القادمة. في حال صدور عقوبات اقتصادية ضخمة، قد يجد النادي نفسه مجبرًا على فتح باب الرحيل أمام بعض نجومه البارزين.
وهنا، يُدرك ريال مدريد أن إنزو فيرنانديز هو أحد أبرز الأسماء القابلة للانقضاض، ليس فقط لما يقدمه فنيًا، بل لأنه يُعتبر الوريث المثالي لأساطير خط الوسط في البرنابيو.
الكرة الآن في ملعب التطورات القانونية، بينما يبقى ريال مدريد مستعدًا لاستغلال الفرصة الذهبية إذا توفرت الظروف المناسبة. الانتقالات الشتوية قد تحمل ما هو أكثر من مجرد صفقات.. وربما تشهد تحولات استراتيجية تمهّد لجيل ملكي جديد.
