بينما تتجه أنظار القارة الأوروبية إلى ملعب مونتجويك لمتابعة واحدة من أشرس مواجهات الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، يبدو أن الجهاز الفني لباريس سان جيرمان يستعد لما هو أكثر من مجرد مباراة كروية تقليدية.
التركيز هذه المرة لم يكن على الخط الأمامي ولا على صراعات النجوم في الهجوم، بل على لاعب واحد، لا يُرى كثيرًا في العناوين، لكنه يتحكم في إيقاع برشلونة بشكل مخيف.
توتر داخل غرف ملابس باريس… والمصدر: جلسات الفيديو
بحسب مصادر قريبة من معسكر باريس، فإن المدرب الإسباني لويس إنريكي وجه تحذيرات متكررة إلى لاعبيه في الأيام الأخيرة، مركزًا على لاعب بعينه في برشلونة، وصفه بـ”العنصر الأخطر في خلق الفارق”، مؤكداً أن تحركاته تمثّل تهديدًا حقيقيًا لأي خطة دفاعية مهما كانت محكمة.
إنريكي، الذي يعرف برشلونة عن قرب، لم يخفِ قلقه من هذا الاسم خلال اجتماعاته الفنية. بل أشار إلى أن الرقابة الفردية لن تكون كافية، وأن المطلوب هو وعي جماعي بخطورته داخل الملعب.
اللاعب الذي يُشعل قلق باريس… هو بيدري
نعم، إنه بيدري غونزاليس، “المايسترو الصامت” الذي يعود تدريجيًا إلى قمة مستواه بعد سلسلة من الإصابات التي أبعدته عن الأضواء في المواسم الماضية.
اليوم، بيدري يدخل مواجهة باريس وهو في أفضل حالاته الفنية والبدنية، وبات مرة أخرى مركز الثقل في وسط ملعب برشلونة.
لويس إنريكي يدرك تمامًا أن بيدري لا يحتاج إلى أكثر من تمريرة أو لمسة ذكية ليُغيّر وجه المباراة، وأن وجوده يرفع أداء الفريق بأكمله، لا سيما بجانب شريكه المفضل فرينكي دي يونغ، الذي يمنحه حرية التحرك بين الخطوط وصناعة الفارق.
خطة باريس: عزل بيدري وقطع الممرات
المدرب الإسباني أوصى بضرورة قطع الممرات بين بيدري ودي يونغ، واعتبر ذلك مفتاحًا لشلّ حركة برشلونة. وأظهرت جلسات التحليل الأخيرة لفريق باريس تركيزًا خاصًا على التموضع الدفاعي في مواجهة الثنائي، خصوصًا عند بناء الهجمة من الخلف.
في الوقت ذاته، يسعى برشلونة إلى استغلال انسجام بيدري ودي يونغ لاختراق الخطوط وخلق تفوّق عددي، وهو ما يجعل المعركة في وسط الميدان حاسمة بكل المقاييس.
اللاعب الذي يلعب بعقل “مخضرم”
رغم أنه لم يتجاوز 22 عامًا، يُظهر بيدري نضجًا فنيًا لافتًا، جعله محط إشادة من مدربين كبار، وعلى رأسهم لويس إنريكي نفسه عندما كان على رأس القيادة الفنية لمنتخب إسبانيا.
وحتى اليوم، لا يزال يراه من اللاعبين “الذين لا يُعوّضون”، ويعتبره أحد أعمدة الجيل القادم.
معركة العقول… قبل معركة الأقدام
في النهاية، يعرف إنريكي أن إيقاف بيدري لن يكون أمرًا سهلًا، لكنه مقتنع بأن الحد من تحركاته هو خط الدفاع الأول أمام هجوم برشلونة.
وفي المقابل، يعلم تشافي ورفاقه أن حرية بيدري تعني بقاء المبادرة بيد برشلونة.
مباراة القمة بين باريس سان جيرمان وبرشلونة ستكون أكثر من مجرد 90 دقيقة، إنها مواجهة بين رؤية فنية دقيقة، وموهبة استثنائية قادرة على تغيير كل شيء.