في توقيت لا يخلو من الحساسية، بدأ نادي برشلونة خطوات هادئة ولكنها لافتة على مستوى العلاقات المؤسسية، وسط مؤشرات على تحولات جذرية في موقفه من أحد أكثر المشاريع الكروية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.
وبينما يتابع المتابعون آخر تطورات الفريق الكتالوني على المستطيل الأخضر، تجري خلف الكواليس تحركات استراتيجية مع أطراف دولية فاعلة في كرة القدم الأوروبية، قد تعيد صياغة المشهد التنظيمي للأندية الكبرى، وتؤثر مباشرة على مستقبل العلاقة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
مصادر مقربة من إدارة برشلونة أكدت وجود مراجعة شاملة داخل النادي، تتعلق بانخراطه المستمر في مشروع “دوري السوبر الأوروبي”، وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية والمؤسسية، إضافة إلى التشكيك المتزايد في جدوى المضي قُدمًا في المشروع.
لكن المثير في هذه المراجعة أنها جاءت عقب اجتماع خاص وسري جمع خوان لابورتا، رئيس برشلونة، برئيس باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، الذي يُعد أحد أبرز رموز يويفا وخصمًا علنيًا لمشروع السوبر ليغ منذ لحظة إطلاقه.
تقارب مفاجئ بين برشلونة ويويفا؟
الاجتماع، الذي تم بعيدًا عن الإعلام، تناول – بحسب ما تسرّب – إعادة تقييم العلاقة بين برشلونة والاتحاد الأوروبي، وهو ما فُهم على أنه توجه جديد لدى لابورتا نحو فتح صفحة بيضاء مع يويفا، في ظل الضغوط القضائية والمالية التي تواجهها الإدارة الكتالونية.
وتزامنًا مع هذه الأجواء، بدأت تتسرّب معلومات تشير إلى نية داخل مجلس إدارة برشلونة لإعادة النظر في الاستمرار بمشروع السوبر ليغ، وهي خطوة – إن تأكدت – ستكون بمثابة ضربة موجعة للمشروع الذي يقوده فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد.
هل ينسحب برشلونة فعلاً؟
في الفقرة الرابعة من هذا التحول، تكشّفت خيوط أوضح: لابورتا يدرس فعليًا إعلان انسحاب النادي من مشروع دوري السوبر الأوروبي خلال أسابيع قليلة، في قرار يُمكن وصفه بأنه تاريخي ومفصلي في مصير التحالف الذي تأسس بين ريال مدريد، برشلونة، ويوفنتوس لإنقاذ كرة القدم الأوروبية – كما قيل سابقًا.
بين عقلانية القرار وخيانة التحالف
صحف مقربة من مدريد لم تتردد في وصف هذا التوجه بـ”الخيانة” لفلورنتينو بيريز، الذي لطالما اعتبر لابورتا حليفًا استراتيجيًا في المشروع. لكن أصواتًا أخرى ترى أن قرار لابورتا يأتي استجابة لمصالح برشلونة أولًا، بعد تآكل الدعم الجماهيري والسياسي للسوبر ليغ، واستمرار الضغط من يويفا والمؤسسات الرياضية الكبرى.
ومن جهته، رحّب الخليفي ضمنيًا بهذا التوجه، بحسب التسريبات، ما قد يمهّد لعودة برشلونة إلى التحالف المؤسسي مع يويفا، وفتح المجال أمام شراكات أوروبية جديدة بعيدًا عن مسار بيريز الانفرادي.
الأيام القليلة القادمة قد تشهد الإعلان الرسمي عن هذا الانسحاب، في تطور يُرجّح أن يُعيد رسم توازنات كرة القدم الأوروبية، ويطرح تساؤلات مصيرية حول مستقبل دوري السوبر الأوروبي.