تمرّ كواليس برشلونة هذه الأيام بفصول درامية، حيث تتجه الأنظار إلى تفاصيل جديدة قد تغيّر موازين الفريق. الإصابات أصبحت عبئًا يوميًّا على صفوف النادي، لكن ما أثار الجدل مؤخرًا لم يكن ما حدث بقدر ما هي الطريقة التي تم بها.
خلال معسكر المنتخب الإسباني الأخير، حضرت أزمة كبيرة بعد وصول أحد اللاعبين وهو يشكو من ألم في ربلة ساقه اليسرى، أبلغ النادي الأمر رسمياً إلى الاتحاد الإسباني، لكن اللاعب رفض الاستماع وقرر إجبار نفسه على المشاركة، طامحًا في كسب دقائق في كاس العالم القادم. هذا الإصرار أدى لاحقًا إلى تمزق في عضلة باطن القدم، ويُتوقع غيابه حتى نوفمبر المقبل.
ما زاد الطين بلة هو التفسير الذي أعطاه المدرب هانسي فليك لهذه الخطوة؛ فقد رأى في التصرف تجاوزًا للمبادئ الأساسية داخل الفريق، حيث اعتبر أن اللاعب قدّم مصلحته الشخصية على مصلحة برشلونة. في ظل سلسلة الإصابات وضغط المنافسات في الليغا ودوري الأبطال، يبدو أن فليك فقد ثقته في هذا اللاعب.
الأمر لا يقتصر على الإصابة وحدها. فليك لاحظ في فترات سابقة أن اللاعب لم يلتزم بكثافة الضغط المطلوبة أثناء المباراة، ما اعتبره المدرب علامة على ضعف الانضباط داخل الملعب. كان فليك يفكّر في استبعاده من التشكيلة في بعض المباريات، لكن نقص البدائل أجّل القرار مؤقتًا ومع تحسّن الأوضاع، يبدو أن استعادته للمكانة الأساسية لن تكون تلقائية، بل مشروطة بالتغيّر الواضح في السلوك، الالتزام، والحماس، لا مفاوضات على ذلك.
الرسالة التي يُراد توجيهها باتت واضحة: لا أحد فوق مصلحة برشلونة. مشوار العودة سيكون صعبًا، وعلى اللاعب أن يثبت أنه جدير بالفرصة لأن المشروع الكتالوني سيُفضّل الانضباط على أي منطق شخصي.