من داخل أروقة “كامب نو”، بدأت تتسرّب إشارات مثيرة للقلق بشأن أحد اللاعبين الذين كانوا، حتى وقت قريب، يُصنّفون كـ “مفاجأة الموسم” في برشلونة. لاعب صاعد من “لا ماسيا”، خَطَف الأضواء في فترة قصيرة، ثم اختفى فجأة عن التشكيلة الأساسية… فما القصة؟
الأنظار كانت تتجه نحو لاعب الوسط الشاب مارك كاسادو، الذي برز بشكل لافت في النصف الأول من الموسم الماضي، مستفيدًا من غيابات مؤثرة في خط الوسط مثل فرينكي دي يونغ ومارك بيرنال. حينها، بدت الفرصة مهيأة أمامه ليُثبت نفسه كوريث شرعي لمركز الارتكاز في فريق الأحلام.
لكن المشهد تغيّر بسرعة. فمع عودة دي يونغ إلى لياقته الكاملة، قرر المدرب هانسي فليك عدم المخاطرة، وأعاد الثقة الكاملة للدولي الهولندي، الذي لم يخذله. على العكس، أثبت أنه أحد أفضل لاعبي العالم في مركزه، بل الأفضل في برشلونة حاليًا.
ورغم أن تراجع دور كاسادو الموسم الماضي كان يمكن تبريره بتألق دي يونغ، فإن الوضع هذا الموسم مختلف كليًا… وهذه المرة، اللوم لا يقع على أي إصابة أو غياب.
هل بدأ فليك يُفكّر مثل تشافي؟
مع مرور الجولات، أصبح واضحًا أن كاسادو، رغم حضوره السابق، لم يعد يقدم ما يبرر الإبقاء عليه ضمن حسابات فليك. آخر مؤشر صارخ على ذلك كان خلال مباراة جيرونا، التي غاب عنها الشاب مجددًا، وسط تساؤلات متزايدة حول حالته الفنية.
ما يدعو للتأمل، أن فليك، الذي جاء بأفكار مغايرة لتشافي، بدأ يتّخذ قرارات مشابهة بشكل لافت… وأبرزها: الاستغناء التدريجي عن كاسادو. قرار لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة لمتابعة دقيقة لمستويات اللاعب.
لاعب وسط غير مرئي… في مركز لا يقبل الغياب
كاسادو، الذي كان يُتوقّع له أن يكون حلًا تكتيكيًا، فشل في استثمار الفرص. لم يعد يقطع الكرات كما كان، ولا يمنح خط الوسط التوازن المطلوب، ولا يشارك بفعالية هجومية. ببساطة، أصبح لاعبًا بلا تأثير، في مركز يتطلب أعلى درجات التركيز والانضباط التكتيكي.
اليوم، يبدو أن فليك فهم تمامًا لماذا لم يكن تشافي يمنح كاسادو الفرصة. ليس بسبب نقص في الروح أو الالتزام، بل غياب الجودة المطلوبة على مستوى النخبة.