لطالما تميز فريق برشلونة، بقيادة المدرب هانسي فليك، بتطبيق ضغط مستمر على بناء اللعب من قبل منافسيه، وهي استراتيجية ساهمت بشكل كبير في نجاحاته الموسم الماضي. كان هذا الضغط الدفاعي هو العنصر الحاسم في الهيمنة على المباريات، حيث شارك جميع اللاعبين من المهاجمين إلى المدافعين في تعزيز هذا الأسلوب الجماعي. ولكن، منذ بداية هذا الموسم، لم يتم تكرار نفس الجهد في الجانب الدفاعي، مما أدى إلى ظهور بعض الثغرات السلبية في الفريق، خاصةً في هجوم الخصوم الذين استغلوا ضعف الضغط المطبق من مهاجمي برشلونة.
إدخال فيران توريس لتحسين الضغط الدفاعي
مواضيع ذات صلة
في إطار سعيه لمعالجة هذه القضية، كان إدخال فيران توريس أحد الحلول التي اتخذها فليك لمعالجة نقص العمل الدفاعي من مهاجمي الفريق. على عكس روبيرت ليفاندوفسكي، يتمتع فيران بقدرة كبيرة على الركض بسرعة لتعطيل بناء اللعب من المدافعين وقطع مسارات التمرير، وهو ما يجعل أسلوب لعبه أكثر ملاءمة لتطبيق الضغط المطلوب. في المقابل، لا يستطيع ليفاندوفسكي أداء نفس النوع من الضغط بسبب القيود البدنية التي تفرضها سنواته في اللعبة.
المهام الهجومية: ليفاندوفسكي أو فيران؟
لكن رغم إيجابياته في الضغط الدفاعي، يفتقر فيران توريس إلى إحدى أبرز صفات ليفاندوفسكي: القدرة على هز الشباك بطرق متعددة. هذا النقص في القدرة التهديفية يجعل دور فيران أقل فاعلية في دعم لامين يامال، الذي يُمكنه تقديم المزيد من التمريرات الحاسمة بوجود المهاجم البولندي. يتيح ليفاندوفسكي، بفضل موهبته التهديفية، خلق المزيد من المساحات والهجمات المنفردة مع ظهيري الخصم، بينما يعتمد فيران على استغلال المساحات خلف الدفاع وهو ما لا يُحدث نفس التأثير في كل مرة.
التحديات في تنسيق ليفاندوفسكي مع لامين يامال
ومع ذلك، يأتي التحدي الأكبر عند تواجد لامين يامال إلى جانب ليفاندوفسكي في الخط الأمامي. فبينما يمتاز كل منهما بمهارات هجومية مميزة، إلا أن كليهما لا يمتلك القدرة على تطبيق الضغط الدفاعي كما يفعل فيران. يصبح الوضع أكثر تعقيدًا في حال تواجد ماركوس راشفورد، إذ سيكون الثلاثي غير قادر على تقديم العمل الدفاعي المطلوب لاستعادة الكرة، مما يضعف أداء الفريق ككل.
التوازن الصعب بين الهجوم والدفاع
على الرغم من أن ليفاندوفسكي يمتلك قدرة استثنائية على التسجيل، إلا أن الواقع هو أن إشراكه إلى جانب لامين يامال قد يشكل مخاطرة كبيرة. قد يفضل فليك تجنب هذا الخيار حتى يعود الجميع إلى لياقتهم البدنية الكاملة، ويعود رافينيا لتوفير العمل الدفاعي المفقود في الخط الأمامي.
إن إحداث التوازن المثالي بين الهجوم والدفاع يبقى التحدي الأكبر بالنسبة لفليك، الذي يسعى لإعادة ضبط الفريق والتأكد من أن جميع اللاعبين يؤدون أدوارهم الدفاعية والهجومية على أكمل وجه.
