يواصل المدرب الدنماركي ييس توروب جهوده المكثفة لتوحيد صفوف النادي الأهلي وبناء علاقة قوية مع نجوم الفريق، وقد ظهر ذلك بوضوح في مباراة السوبر المحلي ضد الزمالك. ولكن، رغم تلك الجهود، لا يزال هناك ثلاثة لاعبين بعيدين عن حساباته في التشكيلة الأساسية، وهو ما يثير العديد من التساؤلات.
أول هؤلاء اللاعبين هو محمد مجدي أفشة. بعد أن غاب عن التشكيلة الأساسية في مباراة السوبر، أصبحت الشكوك حول موقفه في الفريق واضحة. يبدو أن توروب لا يعتبره جزءًا أساسيًا في خططه، خاصةً بعد أن أظهر صانع الألعاب مستوى فنيًا وبدنيًا غير مقنع في الفترة الأخيرة.
ثم يأتي محمد شكري، الظهير الأيسر الذي كان يعوّل عليه الأهلي في البداية. ولكن مع الثقة التي منحها توروب للاعب أحمد نبيل كوكا في مركز الظهير الأيسر، يجد شكري نفسه مضطراً للعمل الجاد لإثبات قدراته والقتال من أجل العودة للمشاركة بشكل منتظم في المباريات.
أما ثالث الأسماء، فهو محمد علي بن رمضان، نجم منتخب تونس. ورغم أنه كان في البداية أحد أبرز الأسماء في تشكيلة الأهلي، إلا أن توروب بدأ في الاعتماد بشكل أكبر على مروان عطية، أليو ديانج، وأحمد سيد زيزو في خط الوسط. هذا التحول قد يجعل بن رمضان يواجه صعوبة في الحصول على فرص للظهور بشكل أساسي في المباريات المقبلة، خاصة مع عودة إمام عاشور إلى مستواه الفني والبدني.
وفي وسط هذه التحولات، أصبح ملف لاعب الوسط المالي أليو ديانج حديث الجميع داخل النادي. فبعد فترة من الغموض حول مستقبله، قرر الأهلي العودة إلى مناقشة تجديد عقده، وذلك بعد الأداء المميز الذي قدمه في السوبر ضد الزمالك. النادي قرر زيادة العرض المالي المقدم له من 1.3 مليون دولار إلى 1.5 مليون دولار سنويًا، في خطوة تهدف إلى ضمان بقاء اللاعب في صفوف الفريق لفترة أطول.
إذا نجح الأهلي في تجديد عقد ديانج، قد يؤثر ذلك بشكل كبير على بعض التعاقدات المستقبلية. حيث كان من المتوقع أن يسعى الأهلي للحصول على خدمات حامد حمدان لاعب وسط فريقه، إلا أن تجديد عقد ديانج قد يغير أولويات النادي في الانتقالات الشتوية القادمة. كما ظهرت بعض الأصوات داخل النادي التي اقترحت استعادة خدمات عمر الساعي في حال تم بيع ديانج، لكن هذا الخيار قد يُؤجل حتى نهاية الموسم في حال بقاء اللاعب المالي.
وبين هذه التغييرات في خط الوسط، كان هناك مفاجأة كبرى تخص إمام عاشور، لاعب خط الوسط الذي أثار جدلاً في الفترة الأخيرة. ففي الساعات التي سبقت مباراة السوبر ضد الزمالك، كان من المتوقع أن يشارك إمام عاشور في التقسيمة الأخيرة، ولكن المدرب ييس توروب رفض ذلك، مؤكدًا أن اللاعب غير جاهز فنيًا أو بدنيًا للمشاركة في المباراة.
ورغم محاولات الجهاز الإداري لإقناع توروب بإدخال إمام عاشور على دكة البدلاء كدعم معنوي، إلا أن المدرب الدنماركي تمسك بموقفه، مشددًا على أن المصلحة العامة للفريق هي الأهم، وأنه لن يسمح لأي لاعب بالمشاركة إلا إذا كان جاهزًا تمامًا من جميع النواحي.
هذا القرار أثار انزعاج إمام عاشور، خاصة مع الضغوط الجماهيرية التي كانت تطالب برؤيته في مواجهة فريقه السابق، الزمالك. ومع ذلك، تفهم اللاعب قرار المدرب ويأمل أن تكون الفترة المقبلة بداية جديدة له تحت إشراف توروب الذي يبدو أنه يدرك إمكانياته بشكل جيد بعد مشاهدته لمبارياته السابقة.
ما الذي ينتظر هؤلاء اللاعبين في الفترة المقبلة؟ وهل سينجح توروب في استعادة توازن الفريق؟







