لم يتوقع أحد أن يغادر ريال مدريد ملعبه هذا الأسبوع وسط حالة من الارتباك والقلق، خاصة وأن الفريق لم يعرف طعم الخسارة في البرنابيو منذ انطلاق الموسم. لكن ما حدث أمام سيلتا فيغو قلب المشهد تمامًا، وفتح الباب لعلامات استفهام كبيرة حول مستقبل الفريق في الأسابيع المقبلة.
في منتصف الشوط الثاني، بدأ كل شيء يتخذ منحنى غير مألوف. لقطة بسيطة بدت عادية في البداية، لكنّها تحولت إلى نقطة تحول صادمة. خلال دقائق قليلة، وجد ريال مدريد نفسه في وضع معقّد، ليس فقط بسبب الهدف الذي سكن شباكه، بل بسبب حدث أكثر تأثيرًا سيظهر لاحقًا.
مواضيع ذات صلة
مع استمرار الضغط ومحاولات العودة، ارتكب فران غارسيا تدخلًا أسفر عن بطاقة صفراء أولى، لكن المفاجأة جاءت بعد لحظات فقط… تدخل ثانٍ أنهى ليلته مبكرًا، ليترك الفريق بعشرة لاعبين لمدة تتجاوز عشرين دقيقة. وبعد صافرة النهاية، لم يخفي اللاعب ندمه، وقدم اعتذارًا مباشرًا لتشابي ألونسو وزملائه في غرفة الملابس، معترفًا بأن البطاقة الثانية كانت “غير ضرورية”.
ورغم النقص العددي، حاول ريال مدريد الانتفاض وخلق فرص حقيقية، لكن غابت اللمسة الأخيرة، وزادت قرارات الحكم من توتر الأجواء. وفي اللحظات الأخيرة من اللقاء، تلقى ألفارو كاريراس بطاقتين صفراوين متتاليتين، ما زاد مأزق الفريق عمقًا، كما شهدت الدقائق الأخيرة طرد اللاعب البديل إندريك، ليكتمل المشهد الفوضوي.
الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد. فبعد إصابة إيدير ميليتاو المبكرة، ومع غياب عدة أسماء أساسية مثل كارفاخال، ألكسندر-أرنولد، ميندي، ألابا، وهويسن، أصبح ريال مدريد في مواجهة قائمة غيابات ثقيلة قبل مباراته القادمة في الدوري أمام ألافيس.
لكن الخطر الحقيقي يكمن فيما هو قادم. فالفريق يستعد لاستقبال مانشستر سيتي في مواجهة حاسمة بدوري أبطال أوروبا، بينما يدخل منافسه الإنجليزي اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوز كبير في الدوري. وفي الوقت الذي يواصل فيه ريال مدريد فقدان نقاط ثمينة محليًا، يتقدم برشلونة في الترتيب ليبتعد بأربع نقاط كاملة.
ريال مدريد الآن أمام اختبار صعب، وربما مصيري، في ظل تراجع المستوى وتزايد الضغوط، والأيام المقبلة وحدها ستكشف كيف سيتجاوز الفريق هذا المنعطف الحرج.
