يمرّ برشلونة بمرحلة صامتة لكنها مشحونة. مرحلة مراجعة داخلية بدأت بعد ليلة قاسية في لندن، لم تكن مجرد خسارة عابرة، بل لحظة كشفت هشاشة مشروعٍ كان يُفترض أنه يسير بثبات. داخل أروقة النادي، تصاعدت الأسئلة، وبدأت الشكوك تتسلل حول المسار الحالي، دون قرارات معلنة… حتى الآن.
الهزيمة على ملعب ستامفورد بريدج لم تُسقط الفريق فقط داخل الملعب، بل أشعلت نقاشًا قديمًا تجدد بقوة خلف الكواليس: هل ما زال المشروع الفني يسير في الاتجاه الصحيح؟ وهل المدرب الحالي هو الرجل المناسب للمرحلة المقبلة؟
ومع ازدحام الجدول المحلي، تتداخل الاستحقاقات القارية. في دوري أبطال أوروبا، يعود شبح مواجهة أوروبية تحمل ذكرى مؤلمة، تتطلب شخصية قوية وقرارات حاسمة. ثم كأس الملك، حيث تبدأ الرحلة من خارج الديار، في مباراة لا تقبل الاستهانة مهما بدا الخصم أقل على الورق.
وسط هذا الضغط المتصاعد، بدأ اسم واحد يتردد أكثر من غيره داخل النقاشات المغلقة.
لويس إنريكي.
المدرب الذي يعرف برشلونة جيدًا، ويحظى بقبول واسع داخل النادي، عاد ليظهر كخيار جاهز في حال قررت الإدارة تغيير الاتجاه. تاريخه، شخصيته، وأسلوبه الفني كلها عناصر تمنحه أفضلية واضحة مقارنة بأي اسم آخر مطروح.
في المقابل، يزداد الضغط على هانسي فليك. كل مباراة ستُفحص بدقة، كل قرار سيُحسب، وأي تعثر جديد قد يغيّر كل شيء. مستقبله لم يُحسم بعد، لكن المؤكد أن هامش الخطأ تقلّص إلى الحد الأدنى.
أما سيناريو عودة لويس إنريكي، فيظل معقّدًا. عقده الحالي، الفارق المالي، واستقراره في مشروع ناجح، كلها عوامل تجعل الخطوة صعبة في الوقت الراهن. لكنها ليست غائبة تمامًا عن الطاولة… فقط مؤجلة بانتظار ما ستكشفه الأسابيع القادمة.
في برشلونة، المرحلة المقبلة لن تحسم بالتصريحات، بل بالنتائج.






