خلف جدران سانتياغو برنابيو، يتزايد القلق في توقيت حساس من الموسم. أحد أعمدة الفريق الهجومية لم يعد ذلك الاسم الذي تُعلّق عليه الجماهير آمالها، ومع مرور الأسابيع، تحوّل الصمت إلى تساؤلات، ثم إلى غضب مكتوم بدأ يطفو على السطح.
الحديث لا يدور فقط حول تراجع فني عابر، بل عن صورة كاملة فقدت بريقها. عام 2025 لم يكن رحيمًا بأحد أبرز نجوم ريال مدريد، حيث انعكس الانخفاض الحاد في الأداء بشكل واضح على الأرقام، خصوصًا التهديفية، ما جعل التفاؤل بشأن استعادة مستواه أمرًا صعبًا حتى داخل النادي.
مواضيع ذات صلة
لكن ما يزيد الوضع تعقيدًا لا يتعلق بما يحدث بالكرة فقط، بل بما يحدث بدونها. فداخل غرفة الملابس، بدأ الانزعاج يتصاعد بسبب سلوكيات باتت محل انتقاد متكرر. اللاعب لا يضغط، لا يلتزم بالأدوار الدفاعية، ويتجاهل تعليمات الجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو، في وقت يتطلب فيه الفريق انضباطًا جماعيًا بأعلى درجة.
وفق أجواء قريبة من الفريق، أصبح واضحًا أن فينيسيوس جونيور يركّز بشكل مفرط على إثبات ذاته فرديًا، ومحاولة التفوق على كيليان مبابي، بدل الانسجام مع المنظومة. هذا النهج الفردي وُصف داخل النادي بالأنانية، وأثار امتعاض عدد من زملائه.
الأمر لا يتوقف هنا. فالتصرفات الانفعالية لا تزال تطارد النجم البرازيلي. سريع التأثر باستفزازات الخصوم والجماهير، قليل التركيز، ويبتعد ذهنيًا عن متطلبات المباريات الكبيرة. في مواجهة إشبيلية، حصل فينيسيوس على شرف ارتداء شارة القيادة في ظل غياب داني كارفاخال وفيدي فالفيردي، لكن بدل أن تكون لحظة تحول، جاءت المباراة كارثية، وانتهت بصيحات استهجان واضحة من المدرجات.
هذا المشهد زاد من تعقيد ملف مستقبله، خاصة أن عقده يمتد حتى صيف 2027، في ظل مفاوضات متوقفة تمامًا بسبب مطالبه المالية، التي لم تلقَ قبولًا لدى فلورنتينو بيريز. داخل النادي، هناك شعور متزايد بأن فينيسيوس أصبح معزولًا أكثر من أي وقت مضى.
صحيفة ديلي ميل كشفت أن تيبو كورتوا، أحد قادة الفريق وأكثر اللاعبين خبرة، لم يعد قادرًا على تقبّل سلوكيات النجم البرازيلي، معتبرًا أن تصرفاته لا تليق بلاعب يحمل القميص رقم 7 في ريال مدريد.
الأمر ذاته ينطبق على جود بيلينغهام، الذي ابتعد هو الآخر عن فينيسيوس، بعدما كانت تجمعهما علاقة قوية داخل وخارج الملعب. التوترات امتدت كذلك إلى العلاقة مع تشابي ألونسو، حيث وقعت عدة احتكاكات فنية وسلوكية زادت من حدة الأزمة.
اليوم، تتصاعد الأصوات داخل محيط النادي، مطالبة فلورنتينو بيريز باتخاذ قرار حاسم، حتى لو وصل الأمر إلى التخلي عن الفائز بجائزة “الأفضل” لعام 2024، وفتح الباب أمام مشروع جديد بنجم أكثر التزامًا وتأثيرًا.
في ريال مدريد، الموهبة وحدها لم تكن يومًا كافية… والسؤال الآن: هل يدرك فينيسيوس ذلك قبل فوات الأوان؟