في الوقت الذي تنشغل فيه الأضواء بالنجوم الكبار داخل برشلونة، يتحرك النادي بخطوات محسوبة في ملف أقل ضجيجًا، لكنه لا يقل أهمية على مستوى التخطيط للمستقبل. هناك لاعب شاب يراقبه المسؤولون عن قرب، وتصل بشأنه تقارير إيجابية متتالية، وسط قناعة متزايدة بأن ما يحدث الآن قد يُغيّر خريطة أحد المراكز الحساسة في الفريق الأول قريبًا.
في البداية، بدا الأمر كرهان طويل المدى، بلا استعجال أو وعود علنية. دقائق محدودة، ثم تطور تدريجي، فثقة أكبر من الجهاز الفني للفريق الذي يلعب له حاليًا. ومع مرور الوقت، بدأت المؤشرات تتحول إلى أرقام، والأرقام إلى إشارات واضحة داخل مكاتب “كامب نو”.
التفاصيل الكاملة
صحيفة موندو ديبورتيفو كشفت أن نادي برشلونة يشعر برضا كبير تجاه ما يقدمه هكتور فورت، صاحب الـ19 عامًا، خلال فترة إعارته إلى إلتشي في الدوري الإسباني. الإدارة ترى أن الابتعاد المؤقت عن أجواء برشلونة ساعد اللاعب على النضج واكتساب خبرة تنافسية حقيقية، جعلته أقرب للجاهزية المطلوبة على مستوى الفريق الأول.
فورت، خريج أكاديمية برشلونة، سبق له الظهور مع الفريق الأول في عهد تشافي، كما مثّل منتخب إسبانيا في مختلف الفئات السنية. ومع إلتشي، احتاج اللاعب إلى بعض الوقت للتأقلم، قبل أن ترتفع مشاركاته منذ شهر نوفمبر، ويبدأ في فرض نفسه داخل تشكيل المدرب إيدر سارابيا.
المدرب يعتمد على فورت في مركز الجناح الأيمن ضمن منظومة دفاعية مكوّنة من خمسة لاعبين، وهو دور يمنحه توازنًا بين الواجبات الدفاعية والحرية الهجومية. هذا التوظيف انعكس بوضوح على أرقامه، حيث سجل هدفين وصنع هدفين في أقل من 500 دقيقة لعب في الليغا وكأس الملك.
في المباراة الأخيرة أمام رايو فايكانو، سجل فورت أول أهدافه في الدوري الإسباني بعد ست دقائق فقط، في لقطة فردية أظهرت سرعته وجودته في إنهاء الهجمات. ورغم تعرضه لإصابة في الكتف الأيسر أثناء الاحتفال بالهدف، اضطرته لمغادرة اللقاء، تم اختياره رجل المباراة.
برشلونة يعتبر أن الإعارة حققت هدفها الأساسي: إخراج اللاعب من “فقاعة النادي”، ومنحه مسؤوليات أكبر، وتسريع تطوره الفني والشخصي. كما ترى الإدارة أن فورت، القادر أيضًا على اللعب في الجهة اليسرى، يسير بخطوات ثابتة تجعله ضمن خيارات المستقبل القريب.
الصحيفة أكدت كذلك أن المدرب الألماني هانزي فليك يُقدّر فورت كثيرًا، وسبق أن أبدى دعمه له، وهو ما ظهر بوضوح في اللقاء الذي جمع اللاعب بفريقه الأصلي، حيث دار حديث ودي بين الطرفين على أرض الملعب.
بهذا النهج، يواصل برشلونة الاعتماد على سياسة الإعارات الذكية لتطوير مواهب الأكاديمية، على أمل تكرار تجارب ناجحة، وصناعة عناصر جاهزة للمنافسة في أعلى المستويات دون المجازفة المبكرة داخل الفريق الأول.







