تشهد أروقة النادي الأهلي نشاطًا مكثفًا خلف الكواليس مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، في وقت تسعى فيه الإدارة لحسم ملفات مؤثرة قد تُعيد رسم خريطة الفريق خلال النصف الثاني من الموسم، وسط حالة من التكتم الشديد على تفاصيل التحركات الجارية.
مصدر مطلع داخل القلعة الحمراء أكد أن الاجتماعات الأخيرة ركزت على إعادة ترتيب الأولويات الفنية، مع تقييم شامل لقائمة الفريق، دون الكشف المبكر عن الأسماء المطروحة، في إطار سياسة تهدف لتجنب الضغوط الإعلامية قبل الوصول إلى قرارات نهائية.
المدير الفني الدنماركي ييس توروب كان صاحب الكلمة الحاسمة في هذا الملف، بعدما طالب بشكل واضح بتدعيم أكثر من مركز يعاني من نقص، خاصة الخط الخلفي، وهو ما فتح باب النقاش داخل لجنة الكرة برئاسة محمود الخطيب، في ظل وجود اعتبارات تتعلق بقيد اللاعبين وعامل السن.
وحتى هذه المرحلة، لم تكن الصورة مكتملة حول طبيعة الصفقات المنتظرة، خاصة مع تداخل الخيارات بين أسماء محلية وأجنبية، الأمر الذي أبقى الهدف الحقيقي من هذه التحركات غير مُعلن حتى الآن.
التفاصيل الكاملة
وبحسب المصدر، يفضل ييس توروب التعاقد مع مدافع أجنبي تحت السن يتمتع بإمكانيات فنية وبدنية عالية، في ظل صعوبة قيد مدافع أجنبي فوق السن خلال الميركاتو الشتوي المقبل. وفي هذا السياق، جرى عرض اسم خالد صبحي، مدافع المصري البورسعيدي، بعد انضمامه لقائمة منتخب مصر المشاركة في كأس الأمم الأفريقية.
إلا أن المدير الفني تحفظ على الصفقة لأسباب فنية وعمرية، بعدما أبدى عدم اقتناعه بمستوى اللاعب خلال الفترة الأخيرة، ليتم تجميد هذا الخيار بشكل مؤقت.
وفي خضم هذه التحركات، لم يغب ملف العناصر الأساسية عن حسابات الجهاز الفني، خاصة بعد المشاركات الدولية الأخيرة. وكشف المصدر أن ييس توروب أجرى مكالمة هاتفية خاصة مع محمد الشناوي عقب تألقه مع منتخب مصر أمام جنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية 2025 المقامة بالمغرب.
وأوضح أن المدير الفني أشاد بالمستوى الفني والتركيز العالي الذي ظهر به الشناوي، مؤكدًا أن تصدياته الحاسمة لعبت دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الفوز، مشيرًا إلى أن ما قدمه يعكس شخصية لاعب قائد قادر على صناعة الفارق في المواعيد الكبرى، مع تأكيد ثقته الكاملة فيه كأحد أعمدة الفريق خلال المرحلة المقبلة.
ملف الصفقات والراحلين
بالتوازي مع ذلك، دخل اسم الكونغولي أفيميكو بولولو، لاعب ياجييلونيا بياويستك البولندي، دائرة الاهتمام بقوة، في ظل سعي الأهلي لحسم الصفقة قبل نهاية عقده المتبقي منه ستة أشهر. المفاوضات لا تزال جارية بعد ارتفاع سقف المطالب المالية من النادي البولندي، إلى جانب رغبة اللاعب في تحسين المقابل المادي.
وتدرس إدارة الأهلي حاليًا التوصل إلى صيغة نهائية قد تصل إلى 1.6 مليون دولار شاملة الامتيازات، بهدف تقريب وجهات النظر وإنهاء الصفقة خلال الأيام المقبلة.
أما على صعيد الراحلين، فقد أبدى النادي انفتاحًا واضحًا تجاه مستقبل محمد مجدي أفشة، بعد ورود اهتمام من نادي الزوراء العراقي بالحصول على خدماته خلال فترة الانتقالات الشتوية. وقرر مجلس الإدارة برئاسة محمود الخطيب فتح الباب أمام رحيله، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، حال وصول عرض رسمي مناسب.
بهذه المعطيات، يواصل الأهلي التحرك بهدوء في سوق الانتقالات، في انتظار قرارات حاسمة قد تحمل تغييرات مؤثرة على قائمة الفريق، مع اقتراب مرحلة حاسمة من الموسم.




