في الكواليس، لا يبدو الصيف المقبل عاديًا داخل برشلونة. التحركات بدأت مبكرًا، والنقاشات لم تعد تدور حول “هل يحتاج الفريق لتدعيمات؟”، بل حول كيف ومتى وبأي أسماء. هناك قناعة راسخة بأن ما تحقق حتى الآن خطوة للأمام، لكنها ليست كافية للذهاب بعيدًا في أوروبا أو فرض الهيمنة محليًا دون منازع.
الرسالة التي وصلت إلى الإدارة الرياضية كانت واضحة ومختصرة، لكن مضمونها ثقيل. المدرب الألماني يرى أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح، غير أن الاستمرار بنفس العناصر قد يضع سقفًا لا يمكن تجاوزه. برشلونة، من وجهة نظره، يحتاج دفعة نوعية، لا صفقات عددية.
مواضيع ذات صلة
وسط هذا المشهد، يبرز عامل حاسم: الميزانية. لا مجال للمجازفة أو الإنفاق العشوائي، ولا رغبة في تكرار أخطاء سابقة. المطلوب أسماء محددة، قادرة على إحداث الفارق فورًا، وليس بعد موسم أو اثنين. حتى هذه النقطة، بقيت الصورة غير مكتملة، والهدف الحقيقي للتحركات محاطًا بالغموض.
التفاصيل الكاملة
بحسب ما تسرّب من داخل النادي، حدد هانسي فليك مطالبه بدقة: ثلاث صفقات فقط، لكن من العيار الثقيل، قادرة على رفع مستوى الفريق منذ اليوم الأول والمنافسة في أعلى المستويات القارية.
أولاً: مهاجم يقود المرحلة الجديدة
الأولوية القصوى في حسابات فليك هي خط الهجوم. المدرب يريد مهاجمًا حاسمًا، لا يعتمد على ظروف المباراة، ويملك القدرة على التسجيل وصناعة اللعب والضغط العالي. الاسم الأكثر إقناعًا بالنسبة له هو جوليان ألفاريز. الأرجنتيني يجمع بين الذكاء التكتيكي، والروح القتالية، والحس التهديفي، ويمنح الفريق مرونة هجومية تتماشى مع فلسفة اللعب السريع والديناميكي. وجوده يُنظر إليه كخطوة ضرورية للانتقال إلى مستوى أعلى أوروبيًا، خاصة مع الحاجة إلى بديل موثوق ومستقبلي في مركز رأس الحربة.
ثانيًا: صانع توازن في خط الوسط
الطلب الثاني يتركز على لاعب وسط قادر على الحفاظ على الإيقاع والإبداع عند غياب بيدري أو الحاجة لإراحته. هنا يظهر اسم برناردو سيلفا كخيار مثالي. لاعب بخبرة كبيرة، هادئ تحت الضغط، قادر على التحكم في نسق اللعب وتقديم حلول في المباريات المعقدة، وهي نقطة عانى منها برشلونة في أكثر من مناسبة خلال الموسم.
ثالثًا: قلب دفاع يرفع السقف
أما القطعة الأخيرة في الخطة، فهي مدافع مركزي من الطراز الرفيع. الخيار المفضل هو نيكو شلوتربيك، مدافع أعسر يتميز بقوة بدنية، ودقة في التمرير، وشخصية قيادية داخل الملعب. فليك يرى فيه عنصرًا قادرًا على تعزيز الاستقرار الدفاعي وبناء اللعب من الخلف، بما يتناسب مع هوية برشلونة الجديدة.
الخلاصة داخل النادي واضحة: إذا أراد برشلونة تثبيت أقدامه بين نخبة أوروبا والانتقال فعليًا إلى “المستوى التالي”، فهذه الأسماء ليست رفاهية، بل ضرورة. أما بدونها، فسيظل المشروع قويًا… لكنه ناقص خطوة حاسمة.
