دائمًا ما كان يشتهر ريال مدريد بحسن حظه في قرعة دوري أبطال أوروبا، لكن في السنوات الأخيرة لم ير ريال مدريد قرعة ولو معتدلة إلا في مرات قليلة.
دائمًا ما يكون الخصم الأصعب والطريق الأكثر شراسة لريال مدريد بدءًا من ربع النهائي، وصحيح أن ريال مدريد يفلح عادة في تخطي العقبات تلو الأخرى، إلا أنه ومنذ عام 2017 يواجه قرعات معقدة.
الخلاف مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بدءًا من مشروع دوري السوبر الأوروبي “السوبرليج” يمثل علامة استفهام، فمنذ حدوثه يقع ريال مدريد في طريق ليفربول أو مانشستر سيتي أو كليهما.
نستذكر سويًا القرعة الصعبة في محطاتها بدءًا من عام 2017، وعلى جماهير برشلونة ربما أن تبرر ما كانت تقوله حول كرات ريال مدريد الساخنة والباردة..
كان بايرن ميونخ يريد الانتقام من ريال مدريد، فأتاه بأفضل شكل ممكن في 2017 بالدور ربع النهائي، لكن الملكي لم يمهله حين فاز عليه في ألمانيا بالذات 2-1.
ثم حدثت الملحمة في العودة وحقق بايرن الفوز على ملعب سانتياجو برنابيو بنفس النتيجة وذهب الفريقان للشوطين الإضافيين اللذين أضاف فيهما ريال مدريد هدفين وسط مباراة انتهت 4-2 للملكي وصاحبها جدل تحكيمي كبير.
الملكي فاز بالبطولة في الأخير وحقق لقبه الثاني عشر في مشواره ببطولة دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ.
من أصعب الأشياء أن تواجه فريقًا يريد الانتقام منك، بل أن ينتقم منك مرتين، هذا ما حدث مع ريال مدريد حين أوقعته القرعة أمام يوفنتوس في ربع نهائي 2018.
الانتقام الأول الذي كان يوفنتوس يريد إدراكه كان بسبب فوز ريال مدريد عليه في نهائي نسخة 2017 وتضييعه اللقب من البيانكونيري، أما الانتقام الثاني فكان الهزيمة القاسية بثلاثية نظيفة في تورينو.
يوفنتوس نجح في تحقيق بداية المعجزة حين سجل ثلاثة أهداف أمام الملكي على ملعب سانتياجو برنابيو، لكن ركلة جزاء متأخرة صاحبها كثير من الجدل حسمت كل شيء بقدم كريستيانو رونالدو.
ربما كان يظن المدريديون أن قرعة موسم 2018-2019 رحيمة بهم حين أوقعتهم أمام أياكس مع المدرب إريك تين هاج، لكن الواقع أثبت خطأ هذا الافتراض.
ذلك لأن ريال مدريد عانى الأمرين أمام هذا الفريق الذي تناثر نجومه في كل أنحاء أوروبا بعد هذا الموسم التاريخي الذي وصل فيه الهولنديون إلى نصف النهائي وكانوا على بعد ثوان من العبور للنهائي لولا تألق استثنائي من لوكاس مورا لاعب توتنهام.
النسختان الماضيتان كانت القرعة صعبة على الورق فمر ريال مدريد، أما حين رشحه الكل لم ينجح في تخطي عقبة ثمن النهائي!.
مع بدايات العقد الثالث من الألفية الثالثة، بدأ بيب جوارديولا يستهدف بوضوح تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وكان عليه أن يتخطى أهم فرسانها ريال مدريد.
ثمن النهائي وضع الملكي في قرعة صعبة أمام فريق نجح في الفوز عليه ذهابًا وإيابًا بنفس النتيجة 2-1، ليرحل رجال زين الدين زيدان عن البطولة مبكرًا.